انتصار أكتوبر سيظل علامة فارقة في تاريخنا
مبارك: نمضي في مسيرتنا بعزم ونعي أن النصر تحقق بجهــــود مضنية
خضنا معركة شرسة مع مخاطر الإرهاب والتطــرف وحافظنا علي الســـلام
الرئيس يلقى كلمته فى ذكرى نصر اكتوبر
أكد الرئيس حسني مبارك أن ذكري العبور والنصر الذي تحقق عام1973 ستظل علامة فارقة في تاريخنا المعاصر نستلهم منها الدروس والعبر والمزيد من العزم والثقة.
كما أكد الرئيس مبارك في كلمة وجهها أمس الي شعب مصر بمناسبة احتفالات ذكري السادس من أكتوبر' اننا نمضي في المرحلة الراهنة من مسيرتنا بعزم وثقة نعي أن نصرأكتوبر لم يتحقق بين يوم وليلة وانما اقتضي جهودا مضنية استمرت ست سنوات من أجل اعاد بناء قواتنا المسلحة والعبور من الهزيمة الي النصر'.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس مبارك الي الشعب المصري
الاخوة المواطنون..
نحتفل معا بيوم مجيد من أيام مصر.. ومنعطف حاسم في تاريخنا المعاصر.
أتحدث اليكم في الذكري الرابعة والثلاثين لنصر أكتوبر العظيم.. نستعيد بطولات قواتنا المسلحة.. نحيي أرواح شهدائها الابرار.. وننحني احتراما لجيل عظيم من شعب مصر.. رفض الاستسلام للهزيمة تجاوز صدمتها ومعاناتها. وقدم العديد من التضحيات من أجل تحرير الارض.. واستعادة كرامة الوطن وكبريائه.
تمر بنا هذه الذكري فنستعيد معها صفحة حزينة في كتاب الوطن جاء نصر أكتوبر ليطويها الي غير رجعة.
نستعيد صدمة الهزيمة عام1967 وضياع سيناء ومهانة الاحتلال نستذكر شهداء قواتنا المسلحة.. والمدنيين الابرياء الذين سقطوا في' أبوزعبل' و' بحر البقر' ونستدعي من ذاكرة الوطن ضرب مدن القناة وتدمير منشآتها وتهجير أبنائها.
تمر بنا أمس ذكري العبور فنستعيد معها فرحة النصر في مثل هذه الايام المباركة من شهر رمضان.. عندما رفع رجال قواتنا المسلحة راية مصر فوق خط بارليف فارتفعت معها هامة الوطن.. تحية لهؤلاء الرجال في يوم العبور والنصر.. تحية لشجاعتهم وبطولاتهم وتضحياتهم.. تحية لابطال قدموا حياتهم فداء لمصر.. تحية لرجال قواتنا المسلحة.. المرابطين دوما من اجل الدفاع عن ارضها.. الساهرين ابدا علي حماية سيادتها وامنها القومي.
تحية لهذا الجيل العظيم من شعب مصر.. عاش سنوات الهزيمة وتحمل صدمتها ومعاناتها واحفظ تماسك جبهته الداخلية ووقف صامدا الي جانب قواته المسلحة تحية لشهداء مدنيين ابطال من ابناء هذا الجيل.. سقطوا وهم يبنون لجيشنا حائط الصواريخ ومنصات الاطلاق تحية لجيل اكتوبر ولصمود ابنائه لم يهنوا ولمن يستكينوا حتي تحقق لنا النصر. تحية لذكري الرئيس السادات.. استلهم شجاعته من شجاعة هذا الجيل وهذا الشعب.. اتخذ قرار الحرب واثقا في الله وشعبه وقواته المسلحة فاسترد لمصر ارضها وكرامتها وفتح الطريق الي السلام.
الاخوة والاخوات:
سوف تظل ذكري العبور والنصر علامة فارقة في تاريخنا المعاصر نستلهم منها الدروس والعبر والمزيد من العزم والثقة.
نتمعن في دروس سنوات الانكسار والهزيمة فنزداد تصميما علي الا نسمح ابدا بتكرارها ونزداد تمسكا بان تبقي قواتنا المسلحة قوية متطورة.. وبأن تظل تدريبا وعتادا درعا للوطن يردع العدوان ويحمي السلام.
نتمعن في دلالات حرب الاستنزاف والعبور من الهزيمة الي النصر فتتضاعف ثقتنا في انفسنا ويشتد عزمنا علي مواصلة مسيرتنا نحقق اهدافها وغاياتها ونتغلب علي ماتواجهه من تحديات.
لقد حققنا الكثير علي طريق هذه المسيرة.. خضنا ولانزال معركة شرسة مع مخاطر الارهاب والتطرف, حافظنا علي السلام ولم ننجرف لما يهدده ومضينا في اعادة بناء بنية اساسية متهالكة حققنا العديد من المكتسبات في شتي مواقع الانتاج والخدمات.. وبذلنا اقصي الجهد ولانزال لنحفظ استقرار الوطن.. في منطقة غاب عنها الاستقرار.
الاخوة المواطنون
اننا- وبعد اربعة وثلاثين عاما من نصر اكتوبر نجتاز أمس مرحلة هامة في مسيرة الوطن باتت لدينا اولويات وتطلعات وتحديات جديدة.
باتت الاولوية لمواصلة جهود التنمية ومحاصرة الفقر.. بات التحدي الاكبر هو إيجاد المزيد من فرص العمل.. والحفاظ علي معدلات مرتفعة ومتواصلة للاستثمار والنمو والتشغيل.
صار شاغلنا الشاغل موازنة الاجور والاسعار وخفض معدل التضخم وتحسين مايقدم للمواطنين من خدمات كي ينعكس ماحققنا من نمو اقتصادي علي حياتهم اليومية ومستوي معيشتهم.
نتطلع لتعزيز المشاركة في حياتنا الحزبية والسياسية.. نتطلع لوعي مجتمعي يدرك العلاقة الوثيقة بين الحرية والمسئولية.. وبين الحقوق والالتزامات.. كي لاتتعرض تجربتنا الديمقراطية للانتكاس.. او تصل- لا قدر الله- الي طريق مسدود.
اننا نمضي في المرحلة الراهنة من مسيرتنا بعزم وثقة.. نعي ان نصر اكتوبر لم يتحقق بين يوم وليلة.. وانما اقتضي جهودا مضنية استمرت ست سنوات.. من اجل اعادة بناء قواتنا المسلحة والعبور من الهزيمة الي النصر.
نعلم ان تحقيق طموحاتنا واولوياتنا لن يتم بين عشية وضحاها.. لكننا نعلم كذلك اننا علي الطريق الصحيح.. واننا نقترب من بلوغ اهدافنا يوما بعد يوم وعاما بعد عام.
ولانلتفت لدعاوي التشكيك واليأس والاحباط فقد كان هناك من يشكك في قدرة هذا الشعب علي استعادة سيناء وانهاء الاحتلال كان هناك في اسرائيل من قال ان جيش مصر صار جثة هامدة لن تقوم له قائمة.. ولكان هناك من بيننا من شكك في قدرة ابنائنا علي العبور والانتصار.
الاخوة والاخوات والابناء..
سنمصي في هذه المرحلة من مسيرتنا بعزم ويقين.. نستلهم من نصر اكتوبر المزيد من الثقة.. نحقق طموحات شعبنا ونتغلب علي مانواجهه من تحديات.
نعلي راية مصر ونحفظ سيادتها واستقرارها واستقلال ارادتها ندافع عن قضايا امتنا ونعمل من اجل سلام وامن واستقرار منطقتنا.
تغمد الله شهداءنا برحمته.. وحفظ الله مصر وطنا عزيزا نعيش كراما تحت رايته وشعبا ابيا يمضي في مسيرته وينشد الخير للجميع.
منقول