المراه من الهه لتابعه

المراه من الهه لتابعه

دائما نطالب نحن النساء الرجال بالمساواه ...بل ان بعض الرجال قد تجردوا من القيم الاجتماعيه وطالبوا بالمساواه بيننا ...

الا ان المجتمعات الشرقيه تبقي متخلفه لا ترضي للمراه بدور سوى الخادمه والتابعه وصاحبه النصف دائما....

الا ان التاريخ حمل بين طياته ما هو عكس حاضرنا...لاجد به مرفئا..هادئا صادقا.

يقول الكاتب فراس سواح في كتابه لغز عشتار :

ان المجتمعات الاولي لانسان في العصر النيوليتي, خلف لنا الكثير من التماثيل والرسومات والمدافن والمعابد التي

روت لنا فتره زمنيه رائع كانت المراه هي اساسها, اخر حلقات العصر الباليولوتي ومطلع العصر النيوليتي(30,000

_10,0000) ق.م.

كان انسان هذه المرحله يصور القوه الالهيه في شكل وماهيه انثويه,هي الام الكبري للكون ,ومما هو معروف ان هذه

المرحله كانت مرحله الزراعه,فبني الانسان بنيه جديده من التصورات والاعتقادات والاساطير ,ذات فحوي ومضامين

تتصل بالزراعه,التي غدت جوهر حياته,فكانت الديانه النيوليتيه اسطوره زراعيه تتركز حول الهه واحده هي سيده

الطبيعه في شكلها الوحشي ,وشكلها المدجن الجديد الذي تشارك بيد الزراعه في قولبته وتاهيله.

كانت الهه العصر الباليولتي ومطلع العصر النيولتي, وحيده تتربع على عرش الكون,ومع نضوج الثقافه

النيولوتيه,واكتمال الشكل الاقتصادي الجديد وتزايد الدور الاجتماعي الجديد للرجل ,فنجد الرجل يبدا بالظهور غي

الالوهيه ,وكان بدايه ظهوره كابن للاله الام.. يظهر بجوارها كطفل ...ال ان هذا الطفل قد تمرد مع الزمن ليصبح

زوج... ولياخذ منها مع الزمن زمام الامور...

لقد كانت المراه بالنسبه لانسان النيولوتي والباليولتي, موضع الحب والرغبه..وموضع الخوف والرهبه في ان واحد..

حيث ان من جسد المراه تنشا حياه جديده,ومن صدرها ينبع حليب الحياه, ودورتها الشهريه المنتظمه تتبع دوره القمر

,

وخصبها وما تفيض به من اطفال هو خصب للطبيعه!!!!

وعندما تعلم الانسان الزراعه وجد الارض امراه حيث تحمل بالبذور وتطلق من رحمها الزرع الجديد.

لقد كانت المراه سرا اصغرا مرتبطا بسرا اكبر,سر كامن خلف كل التبديات في الطبيعه والاكوان,فوراء كل ذلك انثي

كونيه عظمى.عنها تصدر الموجودات والى رحمها يؤول كل شئ كما صدر..

يتبع................

كان الاعتقاد السائد حتي اواسط القرن التاسع عشر,ان العائله بشكلها الابوي القائم اليوم,قديمه قدم المجتمع الانساني,

وان المجتمعات الاولى قد تشكلت تشكلت نتيجه لتجمع عدد من هذه العائلات وتزايدها تدريجيا,الا

ان هذه الفرضيه قد تهاوت امام النظريات العلميه التي وجهها كثي من رواد الانتربولوجيا والعلوم

الانسانيه الاخرى,الذين قدموا ادله كافيه علي وجودشطل اقدم من العائله بشكلها الابوي الحدديث

نسبيا!!!

وهذا الشكل لايقوم على قيم الذكوره وسلكه الاب,بل علي قيم الانوثه ومكانه المراه,ان التجمع

الانساني الاول لم يؤسس بقياده الرجل المحارب الصياد بل تبلور تلقائيا حول الام وعواطفها

وحدبها ورعايتها,الابناء حولها في اول وحده انسانيه متكاتفه هي العائله الاموميه خليه المجتمع

الامومي الاكبر,

ذلك ان عاطفه الام نحو اولادها وعاطفه الاولاد نحو امهم,هي العاطفه الاصليه الوحيده,وكل ما

عداها ياتي بالاكتساب والتعلم لا يستثني من ذلك عاطفه الاب نحو ابنائه وعاطفه الابناء نحو

ابيهم,التي تاتي بالصقل الاجتماعي ومعرفه الواجب الاخلاقي.

لقد عرفت المراه قبل ان يتعلم الرجل ,كيف توسع دائره ذاتها بالحب لتشمل ذاتا اخري ومخوقا

اخر, كيف توجهكل ما لديها من هبات الطبيعه نحو الاخرين لتحافظ عليهم وتنميها كنفسها,وكيف

تفتح هذه الدائره لتشمل اولادها وازواجهم واولادهم,لان كل رحم يمجب اخوه واخوات للموليدين

من رحم اخر,بالولاده,

تزدوج المراه جسدا ونفسيا, وتوسع افاق كيانها الطبيعي والروحي, اما الرجل فالبلمولود الجديد

يشد ازره ويدعم وجوده الاجتماعي,ويحافظ علي ممتلكه مقابل ممتلك الاخرين,ويتمراى امام ذاته.

فالمبدا الامومي يجمع ويوحد,والمبدا الابوي يفرق ويضع الحواجز والحدود.

المبدا الامومي مشاعه وعداله ومساواه,والمبدا الابوي تملك وتسلط وتميز. الامومه توحد مع

الطبيعه وخضوع لقوانينها, والابوبه خروج عن مسارها والخضوع لقوانين مصنوعه.

في المجتمع الامومي ,اسلم الرجل قياده للمراه,لا لتفوقها الجسدي بل لتقدير اصيل وعميق لخصائصها الانسانيه وقواها الروحيه وقدراتها الخالقه وايقاع جسدها المتوافق مع ايقاع الطبيعه.فاضافه الى عجائب جسدها الذي بدا للانسان القديم مرتبطا بالقدره الالهيه ,كانت بشفافيه روحها اقدر علي التوسط بين عالم البشر وعالم الالهيه,فكانت الكاهنه الاولى والعرافه و الساحره الاولى .بهذه الاسلحه غير الفتاكه,مضى الجنس الاضعف قوه بدنيه فنبوا عرش الجماعه دينا وسياسيه واجتماعيا, وامام هذه الاسلحه اسلمت الجماعات الدينيه قيادتها للامهات. ولقد عزز الدور الاقتصادي للمراه مكانتها هذه.فلقد كانت بحق المنتج الاول في جماعتها,لكونها المسؤوله الاولى عن حياه الاطفال وتامين سبيل العيش لهم..

كانت المراه مسؤوله عن تحضير جلود الحيوانات وتحويلها الي ملابس ومفارش واغطيه, وكانت النساجه الاولى والخياطه الاولى ,واول من صنع الاواني الفخاريه.وبسبب قضاءها وقتا طويلا في البحث عن الجذور والاعشاب الصالحه للاكل وتعلمت خصائص الاعشاب السحريه في شفاء الامراض,فكانت الطبيبه الاولى ,وكانت من يبني البيت ويصنع الاثاث,وكانت تاجره تقايض بمنتجاتها منتجات الاخرين,

ومن وجود شعله النار المقدسه في معابد الحضارات المتاخره,وقيام عذراوات المعابد بحراستها,والابقاء عليها مشتعله,نستطيع الاستنتاج بان شعله النار الاولى قد اوقدتها المراه,وكانت اول حارس عليها حافظ علي اسرارها.

واخيرا توجت المراه دورها الاقتصادي الكبير باكتشاف الزراعه ونقل الانسان من مجتمع الصيد والالتقاط الى مجتمع الغذاء بينما حافظ الرجل طيله هذه المرحله علي دوره التقليدي في الصيد والتنقل بحثا عن الطرائد الكبيره.

رائعه انانا

اسجل متابعتي لموضوعك

نيفين كتب:: رائعه انانا
اسجل متابعتي لموضوعك

لك

من الاسماء التي استقرت فصارت ذواتا,نجد في سومر (نمو) الالهه البدئيه والمياه الاولى, و(انانا)

الهه الطبيعه والخصب والدوره الزراعيه. وفي بابل( ننخرساج) الام _الارض وعشتار المقابله

لانانا. وفي كنعان(عناه)و (عستارات).وفي مصر (نوت) و(هاتور)و(سيخمت). وعند الاغريق

(ديمتر)و(جيا)و(رحيا)و(ارتميس)و(افروديت),وفي فرجيا باسيا الصغري (سيبيل).

وفي روما(سيريس)و(ديانا)و(فينوس). وفي جزيره العرب(اللات)و(العزي)و(مناه).

وفي الهند(كالي). زفي حضاره السلت الاوروبيه(دانو)و (بريجيت),هذه اسماء متنوعه لالهه كانت

واحده قولا وفعلا في العصر النيوليتي,فصارت متعدده قولا وواحده فعلا في عصر الكتابه.

انه لمن الممتع براي الشخصي ان تتواجد كثير من الاسماء الى يومنا هذا فنجد ديانا وبريجيت وفي

تركيا الكثير من سيبيل,حتي عند العرب هناك عائله اسمها عبد اللات!!!!

وعلينا هنا ان ندرك ان هذه الاسماء ليست بمسيحيه مثل ديانا, بل هي اسماء اوروبيه قديمه كانت

لالهه تعبد قبل مجئ المسيحيه!!!!

موضوع اكثر من رائع

اتابعك بشغف Mad

عشتار كتب:: موضوع اكثر من رائع
اتابعك بشغف

هلا بالعزيزه عشتار Idea