موضوع: رد: مارسيل خليفة أرشيف كامل الجمعة 21 سبتمبر - 1:17
مارسيل خليفة: صوت الحب و الحرية
سنتحدث في المنتدى هذا عن أغاني وموسيقا مارسيل ,, سنتحدث عن حبنا لمارسيل ,, عن عشقنا لفن مارسيل . سنضع أخبار مارسيل وحفلاته هنا .. وسننقل ما تكتبه الصحف عنه ....
حين سَلّم المدير العام لمنظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم كويشيرو ماتسورا لمارسيل خليفة لقب فنان السلام لليونسكو، في السابع من يونيو/حزيران 2005 قال : "تُكرم اليونسكو الشخص الذي بات رمز جيل بأكمله في بلدان الشرق الأوسط كما في العالم أجمع كما أنه من خلال موسيقاه ناشط لا يكل لأجل السلام والحوار بين الثقافات". أما خليفة فقد خاطب الحضور في مقر المنظمة بباريس قائلا: "اسمحوا لفنان اليونسكو من أجل السلام، هذا الفنان الذي صرته أن يتعهد أمامكم العمل بكل ما أوتي من إمكانات كي لا يُحكم بالموت على موزار كل مطلع شمس في بقعة ما من بقاع أرض البشر". كانت هذه المرة الأولى التي يُتوج فيها فنان عربي بهذا اللقب، و إذا كان هذا التتويج إضافة خاصة لمسيرة مارسيل خليفة الفنية، فإن هذا الأخير من طينة المبدعين الذين يشكلون بدورهم إضافة للجوائز و الألقاب التي يتسلمونها، إنه واحد من أهم المجددين في تاريخ الموسيقى العربية، برز منذ ألبومه الأول الصادر عام 1975 "وعود من العاصفة" كمبدع متفرد ، معلنا رؤية أصيلة و خلاقة للتأليف الموسيقي و العزف على آلة العود.
موضوع: رد: مارسيل خليفة أرشيف كامل الجمعة 21 سبتمبر - 1:20
ولد مارسيل خليفة عام 1950 في عشميت، القرية اللبنانية الواقعة على هضبة فسيحة شمالي محافظة جبيل، حيث أشجار السنديان
و الصنوبر تظلل نهري بعشتا و الفرطوش، و حيث الشاطيء يحتضن السهل و يُسَورُه الجبل، و الميناء الصغير
يودع الصيادين صباحا، ليستقبلهم مساء بالشفق و يحضنوه بالأغنيات. كان والده ميشال خليفة يعمل سائق أجرة
في القرية ليوفر العيش لأسرته المكونة من زوجته ماتيلدا و أبنائه مارسيل و أنطوان و شقيقاتهما الأربع. و كانت عشميت تعرف تمايزا
واضحا بين الناس، فمن جهة كانت هنالك قلة من الإقطاعيين الذين ورثوا الأراضي عن أيام حكم العثمانيين و ورثوا معها لقب "البكوات"،
و من جهة أخرى كان الفقراء الذين يُدعون "العرمط"، و إلى هؤلاء تنتمي أسرة خليفة.
كانت ماتيلدا تحمل معها ابنها مارسيل إلى الكنيسة، فيُسَر كثيرا بسماع التراتيل الكنائسية. كما يسر بسماع صوت الآذان القادم
من مئذنة في كفر سلا القريبة من عشميت، و بصوت الأرمونيوم الطالع من مدرسة الفرير. و في مساءات عشميت الصافية ينتظر مع الآخرين عند الميناء عودة البحارة و هم يغنون من بعيد.
في الأعياد، كان ميشال يستضيف بعض الغجر الذين يَعبرون الضيعة. و مقابل بعض القروش يعزفون و يغنون في حين ترقص غجرية جميلة.
و في الأماسي تجتمع الأسرة لتستمع إلى أغاني محمد عبد الوهاب الطالعة من الفونغراف القديم مصحوبة بالكثير من الخشخشة،
و لتغني رفقة الجد يوسف الذي كان صيادا و فنانا معروفا في عشميت، يغني و يعزف على الناي و يرقص الدبكة.
كان مارسيل يحب جده كثيرا لحنوه و مرحه و ولعه بالموسيقى:
موضوع: رد: مارسيل خليفة أرشيف كامل الجمعة 21 سبتمبر - 1:21
" كنت طفلاً آنذاك لا أتجاوز الخامسة من عمري, أقفُ على عتبة القبو ألعب بطابةٍ صغيرة، وانتظر جدي يوسف في زيارته اليومية لنا،
وعندما أسمع رندحة العتابا والميجانا من بعيد أترك الطابة وأركض مسرعاً باتجاههِ أتعربش على أكتافهِ العريضة،
و وجهاً لوجه أمام طربوشه الأحمر، فأمسك الشرابة التي كانت تتدلى على النقرة من الخلف وأبدأ بهزها يميناً ويساراً مع إيقاع أغنية سكابا يا دموع العين سكابا".
و قد لعب الجد دورا هاما في توجه حفيده إلى الموسيقى: "بدأت مع الموسيقى والوتر صغيراً حيث كان صوت رنة
وتوتر خيط قصبة صيد جدي على كرسي الخيزران يمثل الصدى الأول لتجربتي ، مع الصوت واللحن،ومنذ ذلك الزمن البعيد وأصابعي تداعب الأوتار".
في المدرسة كان مارسيل يستاء من الأناشيد التي تلقن للأطفال، لأنها تبدو له رتيبة و خالية من الحياة، فكان ينتظر الوقت الذي يلتقي فيه بأصدقائه في الحي
عند قناة المياه الممتدة من نهر إبراهيم، حيث يغنون أغاني رائجة، و يلعب هو دور قائد الأركسترا مرتجلا مجموعة
إشارات لم يكن أحد يلتزم بها. ثم في البيت كان الفتى المولع بالأنغام يكمل أمسياته بالتطبيل على كل ما تقع عليه
يده حتى ضاق منه الأهل، غير أن ماتيلدا انتبهت لموهبة طفلها، و طلبت من زوجها ميشال أن يشتري لابنهما آلة موسيقية.: " أتساءل أحيانا ما الذي كنت سأفعله لو لم تدرك أمي آنذاك مع طفولتي الأولى جنون أصابعي بحيث أقنعت
موضوع: رد: مارسيل خليفة أرشيف كامل الجمعة 21 سبتمبر - 1:27
كان غصن عازفا بارعا على آلة العود، عائدا للتو من مصر بعد أن تتلمذ على يده فريد الأطرش
و لقن أسمهان مبادئ الموسيقى و العزف على العود و لحن لها بعض الأغنيات، كما لحن لأم كلثوم أغنية "وقفت أودع حبيبي" من أشعار أحمد رامي.
لكنه لم ينل ما يستحقه من الشهرة و لم تسع أية مؤسسة لإحياء أعماله الهامة بعد أن توفي في ظروف صعبة.
اصطحب ابراهيم حبيقة مارسيل إلى "جل الديب" حيث يقطن فريد غصن:"حين دخلتُ إلى بيته رأيتُ رجلا متقدما في السن، هادئا و في نظرته حنان". ربت الشيخ على كتف الصبي الخجول
و سأله " شو بدك تسمعنا؟" فعزف له سماعي رست لعازف البزق السوري المعروف محمد عبد الكريم. كان غصن يرفض تعليم صغار السن و المبتدئين لكنه ما أن استمع لعزف مارسيل خليفة حتى وافق على تعليمه فورا،
و قال لإبراهيم حبيقة أن يحمله إلى الكونسرفاتوار. هكذا بدأت دراسة مارسيل الموسيقية ببيروت، و نشأت بينه و بين غصن علاقة خاصة، فكان الأخير يقوم له باختبارات قدرة
و يكتب له تمارين ينفذها في الامتحانات. تواصلت دراسة مارسيل الموسيقية بتفوق، رغم الظروف المادية الصعبة للأسرة حيث كان بحاجة إلى مصروف للحضور إلى بيروت مرتين في الأسبوع إضافة إلى مصاريف المعهد: "كانت الثلاث ليرات التي أحتاجها كأجرة للبوسطة ذهابا و إيابا مبلغا كبيرا يومها بالنسبة لوضعنا".
لكن والده كان يسعى دائما إلى أن يؤمن له المال الذي يحتاجه