تساؤلات حول آثار تدشين خريطة الجينات البشرية
الحدث - د. مجدي سعيد
إعلان متزامن عن تدشين النسخة الأولية من خريطة الجينات البشرية، والتي تحتوي على 90% فقط من رموز الخريطة.
وكانت مؤسستا: سيلير جينو أميكس Celera Genomics، و "مشروع الجينات البشرية Human Genome Profect قد انتهيتا من الترتيبات الأخيرة لهذا الإعلان المتزامن، وكان توقيت وترتيبات هذا الإعلان محل تفاوض بين تلك المؤسسات وبين البيت الأبيض – حسب ما نشر موقع Latimes (لوس أنجيلوس )-.
وقد قال الرئيس كلينتون -في إشارة إلى الإعلان-: إن "فك شفرة الجينات البشرية من شأنه أن يحدث تغيرًا جذريًا في أساليب الرعاية الصحية".
وكان العمل في ذلك المشروع الدولي قد بدأ عام 1990، وكان مقررًا له أن ينتهي بعد خمسة عشر عامًا، خُفضت فيما بعد إلى ثلاثة عشر عامًا؛ بسبب ما شهده العالم من تقدم تكنولوجي سريع، كان له الفضل في جعل الموعد المحدد للإعلان عن انتهاء المشروع يتقلص إلى عام 2003.
ويهدف المشروع إلى التعرف على مائة ألف جين، تكوّن مادة الـDNA البشرية، وتحديد 3 بلايين زوج من القواعد الكيميائية، التي تكوّن الـ DNA وتخزين تلك المعلومات في قاعدة بيانات، واستحداث أدوات لتحليل تلك المعلومات، ونقل التكنولوجيات ذات الصلة بهذا الموضوع إلى القطاع الخاص، وطرح الأبعاد الأخلاقية والقانونية والاجتماعية للمشروع.
ومن المتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في مجالات: العلوم الطبية، والهندسية الوراثية، والأنثروبولوجيا، وعلم التطور ودراسة الهجرات البشرية، والطب الشرعي، والزراعة، والثروة الحيوانية، وصناعة الدواء.
المعروف أن هناك برامج بحثية للجينات البشرية في ثماني عشرة دولة، منها: أستراليا والبرازيل، والصين واليابان، وكوريا وإسرائيل والمكسيك، وروسيا وألمانيا، إضافة إلى مشاركة عدد من الدول النامية، مشاركة جزئية. وتعمل منظمة الجينات البشرية "هوجو" Hugo على تحقيق التنسيق والتعاون بين تلك البرامج.
ويثير القائمون على المشروع عددًا من التساؤلات والمخاوف مثل: من يكون له حق الاطلاع على تلك المعلومات الوراثية؟ وكيف ستُستخدم؟ ومن الذي يحفظ تلك الأسرار ويتحكم فيها؟ وكيف تؤثر تلك المعلومات على الأفراد والمجتمعات؟ ومن الذي سيملك الوصول إلى التكنولوجيات الجينية؟ ومن الذي سيحوّل استخدام تلك التكنولوجيات؟ ومن الذي يملك بنك الجينات والأجزاء الأخرى من الـ DNA؟ وهل يملك البشر التحكم في تصرفاتهم، أو التحكم في خاصية وراثية ما مثل الطول؟ ومن الذي يملك حق اتخاذ قرار بهذا الخصوص؟ وما هي الآثار المحتملة لجعل الجينات البشرية مشاعًا ؟!