هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خريطة الجينات… هل هي بداية النهاية؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هيلين
عضو مميز
عضو مميز
هيلين


انثى
عدد الرسائل : 325
تاريخ التسجيل : 29/07/2007

خريطة الجينات… هل هي بداية النهاية؟ Empty
مُساهمةموضوع: خريطة الجينات… هل هي بداية النهاية؟   خريطة الجينات… هل هي بداية النهاية؟ I_icon_minitimeالثلاثاء 31 يوليو - 1:19



أعلن العلماء عن تفاصيل الخريطة الجينية للإنسان أو ما يعرف بـ "مشروع الجينوم البشري" وهو حدث علمي فريد؛ دفع كلا من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير للاشتراك في الإعلان عنه.

ومن المنتظر أن يساهم فك الشفرة الوراثية ومعرفة التتابع الجيني في علاج العديد من الأمراض مثل السرطان والسكر وبعض أمراض القلب، وكذلك بعض الأمراض التي تصيب المخ مثل مرض الزهايمر، والدليل على هذا أن الكشف عن 20% من حروف الشريط الوراثي أدى في حينه إلى تصنيع ما يقرب من 100 دواء مختلف كعلاج للعديد من الأمراض الناشئة عن خلل في الجينات خلال العشرين سنة الماضية.

وبالإضافة لفائدة هذا الكشف العلمي في التعرف على أسباب الأمراض من الناحية الوراثية، يمكن أيضاً معرفة الجينات المسئولة عن البلوغ والشيخوخة بل أسباب الموت نفسه.

"وقريباً سوف يكون حديث الساعة بين الناس هو أن لديهم بعض الجينات الوراثية المسئولة عن أنواع من الأمراض، وعما إذا كانوا معرضين للإصابة بمثل هذه الأمراض في القريب العاجل أم لا، وذلك كما يقول الدكتور بول بيلينجز، مؤسس أحد المراكز المتخصصة في طب الجينات بسان فرانسيسكو التي تهدف إلى تعليم الأطباء وتزويدهم بالمعلومات الكافية عن طب الجينات.

ويرى الدكتور بول بيلينجز أنه ليس من المستبعد أن نرى في القريب العاجل ظهور أول بنك للجينات، لا يضع الناس فيه نقودًا، بل شفراتهم الوراثية، التي سوف تساعد الأطباء كثيراً في معرفة ما إذا كان أحد الأفراد: أفراد الأسرة معرضاً للإصابة بمرض ما أم لا.

ويقول الدكتور ورج وينستوك أحد مديري مشروع الشفرة الوراثية في مركز أبحاث الجينات التابع لمدرسة الطب في هيوستون، وهو أحد المراكز الثلاثة العملاقة والمسئولة عن مشروع الجينوم: "إن هذا الاكتشاف هو مقابل لاكتشاف الميكروسكوب الإلكتروني" فقبل اكتشاف الميكروسكوب الإلكتروني، لم نكن نعرف أي شيء عن شكل أو تركيب الخلية، أو حتى عن وجود الجراثيم والميكروبات، وكما غير الميكروسكوب الإلكتروني مفهومنا الطبي فسوف يقوم هذا الكشف بتغيير وإحداث ثورة طبية لعدة قرون قادمة.

وبعيدا عن ردود الأفعال المختلفة، التي دعت البعض لعقد مقارنة بين هذا الحدث والهبوط على القمر، يرى الدكتور أرثر كابلان وهو مدير مركز ما يسمى بأخلاق البحث العلمي الحيوية Bioethics بجامعة بنسلفانيا، أن القائمين على المشروع لم يقدموا شيئًا نهائيًّا أو شيئًا قريبًا من التفاصيل التي يمكن أن تفيد البشرية، من حيث تشخيص الأمراض المختلفة فضلاً عن علاجها، وكان من الأفضل حسب كلام الدكتور كابلان أن يكون الخبر الذي طيرته وكالات الأنباء الشهر الماضي عن هذا الاكتشاف هو "مجموعة من علماء الجينات قامت في يوم 26 يونيو 2000 بالكشف عن نتائج مشجعة لمشروع عملاق، تعد بداية وليست نهاية لثورة في عالم الطب.

فكل ما استطاع العلماء علمه حتى الآن هو قراءة الشريط الوراثي أو كتاب الحياة كما يسمى DNA حرفاً حرفاً وجزءاً جزءاً وتحديد معالمه، وبلغة الخرائط استطاع هؤلاء العلماء أن يرسموا لنا خريطة مشابهة لخريطة الكرة الأرضية بجميع قاراتها ومحيطاتها، ولكن تنقص هذه الخريطة ملء (الفراغات) التفاصيل المفقودة من جبال ومسطحات وسهول ووديان وأنهار وغابات وطرق ومدن تعطي صورة دقيقة لأي خريطة.

والسؤال الذي يطرحه الدكتور كابلان هو "ماذا سوف يجني (يفيد) عامة الناس من وراء هذا الاكتشاف؟ الإجابة للدكتور كابلان: لا شيء على المدى القريب، ولكن الكثير والكثير على المدى البعيد. فلن نستطيع تقديم الشفاء لأي إنسان أو نحرز أي تقدم قبل عدة أعوام من الآن، وحينما يتم ملء جميع الفراغات الموجودة على خريطة الشريط الوراثي، فسوف تصنع العديد من الأدوية لعلاج الأمراض الكثيرة، والتي ترجع أسبابها إلى خلل في الجينات الوراثية وهي تقترب من 4 آلاف مرض، وهذه العقاقير من المتوقع أن تخلو من أي أعراض جانبية، كذلك سوف تحل التحاليل الجينية محل (البصمة الوراثية) بصمات الأصابع التقليدية في القضايا ، كذلك سوف تساهم هذه الاختبارات في حل قضايا الأشخاص المفقودين وكذلك المساهمة في التعرف على مرتكب الجرائم.

ولكن هناك العديد من المخاطر، يستطرد الدكتور كابلان: سوف ينتج عن معرفة الشفرة الوراثية للإنسان، ما يعرض خصوصياته للخطر، ولن يكون بمستغرب أن يهتم أصحاب العمل وشركات التأمين بمعرفة الحالة الصحية للإنسان بناء على معرفة الخريطة الجينية له لتفادي أي مشاكل صحية قد تعوقه عن العمل أو تتسبب في خسائر مادية لشركات التأمين مثل الإعاقة.

وهناك مخاطر أيضاً من سوء استخدام المعلومات الخاصة بالشفرة الوراثية، من حيث قيام أصحاب العمل بالتفرقة بين الأفراد بناء على حالتهم الصحية المستقبلية.

مما سبق نرى أننا لسنا مهيئين بعد للتعامل مع هذا الاكتشاف، فلا يوجد نظام محدد لكيفية التعامل مع هذه المعلومات، كما أنه ليس هناك أطقم طبية مدربة للقيام بتقديم المشورة الطبية في هذا الشأن، وهكذا لا توجد ضوابط أو معايير تحكم استخدام هذا الكم الهائل من المعلومات بصورة سليمة بعيداً عن أي مخاطر قد تصيب الإنسان، فمن يضمن لنا أن الكشف عن مفردات الشريط الوراثي لن تؤدي إلى مخاطر على صحة الإنسان في دول العالم الثالث مثلاً التي أصبحت مقاديرها منذ زمن تحت رحمة هؤلاء القائمين على مثل هذه البحوث العلمية، فهل اكتشاف الطاقة الذرية مثلا حال دون استخدامها في تدمير هيروشيما ونجازاكي؟

وعلى الجانب الإنساني، هل تعد معرفة الإنسان لما سوف يصيبه مستقبلاً من أمراض شيئاً إيجابياً؟ بالطبع لا فبالرغم من أنه من الممكن تفادي الإصابة ببعض الأمراض مثل السرطان فإن الأمر يختلف حين يتم تشخيص إصابة شخص بمرض الزهايمر على أنه إيجابيًّا، خاصة إذا ما كان هذا الشخص ينتمي لعائلة مصابة بهذا المرض القاتل؛ حيث لا توجد وسيلة لمنع الإصابة بهذا المرض أو علاجه، حتى الآن.

وتحكي الدكتورة نانسي ولكسلير إخصائية العلاج النفسي والعصبي بجامعة كولومبيا – قصة الأمريكية جويس كوريفار وهي التي مات جميع أفراد أسرتها بمرض هنتجتون وهو مرض يصيب خلايا المخ بالضمور، وبحلول الثمانينيات تم ابتكار وسيلة معملية للتنبؤ بحدوث مثل هذا المرض، ورغم أن الاختبار كان سلبياً فإن كوريفار خرجت من هذه التجربة محطمة تماماً.

وعلى الجانب الأخلاقي، فمن الممكن أن يكون تبني الأطفال وبالتحديد في المجتمعات الغربية وفقاً لمعايير هذا الاكتشاف قائماً على الاختيار، كما يحدث عندما يذهب أحدهم إلى أحد المطاعم، وينتقي من قائمة الطعام ما يريد، فما الذي يمنع أبوين من اختيار طفل ذكي، يتميز بالقوة والطول وخالياً تماماً من الأمراض الخطيرة وكلها صفات أمكن التنبؤ بها بعد معرفة الملف الجيني لهؤلاء الأطفال بل قد يتعدى الأمر هذا السيناريو؛ لنصل إلى أبوين يريدان إجراء عملية تلقيح صناعي، ولكنهم يريدان زرع مجموعة من الجينات ذات الصفات المطلوبة في البويضة المخصبة، وما الذي سوف يحدث حين يجيء الطفل مخالفاً لبعض هذه المواصفات، هل يعيدانه ثانية إلى المختبر للحصول على تعويض مناسب؟

وهكذا بعد السكرة تجيء الفكرة، فنتائج هذا الكشف هي التي يجب أن يهتم بها العلماء دون الإخلال بالمعايير الأخلاقية التي يجب أن تحكم هذا الاكتشاف.

فكما نرى رفع الستار عن عصر جديد، وهو عصر الجينوم، ولا أحد منا يعرف ما سوف يحدث بعد ذلك على المسرح.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خريطة الجينات… هل هي بداية النهاية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: •.♫°.•ஐ•i|[♥المنتديات العامة♥]|i•ஐ.•.°♫.• :: المنتدى العام-
انتقل الى: