بشار القيسي: بعت سيارتي لإنهاء الألبوم بيروت- ربيع عواد أصدر الفنان العراقي بشار القيسي أخيراً ألبومه الجديد «بهونك»، يهدف من خلاله إلى إعادة الوهج إلى الأغنية العراقية الرازحة تحت المعاناة التي يمرّ بها الشعب العراقي منذ سنوات طويلة.
عن ألبومه الجديد والصعوبات التي واجهها بعد تخرجه في ستار أكاديمي ومشاريعه المستقبلية، كانت معه الدردشة التالية:
لماذا الغياب في الفترة الأخيرة؟
لم أغب، لكن نظراً إلى كثرة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة يعجز الفنان عن الظهور فيها جميعها ما يشعر الناس بأنه مقصّر.
ما الصعوبات التي واجهتك في الفترة التي تلت تخرّجك في «ستار أكاديمي»؟
لدى تخرّجنا زملائي وأنا في الأكاديمية كنّا نجهل عالم الفن وخباياه، حققنا شهرة كبيرة في فترة زمنية قصيرة، لذلك صدمنا عندما اكتشفنا أن الفن يشبه البحر العميق الذي تتلاطم أمواجه العالية، وعلى الفنان أن يسبح بمفرده ليصل إلى الشاطئ أو يغرق.
بالنسبة إلي، لم أجد شركات إنتاج تدعمني أو تتبنى موهبتي، انتظرت سنة من ثمّ قررت أن أسبح لوحدي. في فترة انتظاري اجتهدت في تطوير شخصيتي وتنمية معارفي وصقل موهبتي الفنية، واستطعت تحقيق نجاحات من خلال الأعمال التي قدمتها.
ما أبرز النشاطات الفنية والإعلامية والتمثيلية التي حققتها؟
صورت أغنية «زغيرون» وعرضت على الشاشات العربية كافة تقريباً وحققت نجاحاً، كذلك شاركت في مسلسل «ميليشيا الحب» من إخراج والدي فاروق القيسي وعرض خلال شهر رمضان المبارك. كذلك قدمت برنامجاً حوارياً على قناة الشرقية وآخر بعنوان top 40 على قناة «روتانا خليجية « وحزت حينها جائزة أفضل مقدّم، إضافة إلى برنامج «لبيك يا عراق» على قناة «الجرس» الذي يندرج ضمن الطابع الخيري الاجتماعي.
وماذا عن آخر أعمالك؟
سلمت ألبومي الجديد إلى شركة «بلاتينيوم ريكوردز» بعدما وقعت معها عقد إدارة أعمال وتوزيع.
كيف تصف علاقتك بها؟
ممتازة وتسودها الثقة المتبادلة، أتمنى أن تتطور ونصل إلى نتائج جيدة جداً.
بين التمثيل والتقديم والغناء أين تجد نفسك أكثر؟
لا أميز بين الثلاثة لأنني أحب الفن الراقي أينما كان، لم اكتفِ بالمجالات التي ذكرتها بل تعلمت المونتاج والفوتوشوب وصممت غلاف ألبومي الجديد، فأنا رسّام أيضاً.
لماذا توقفت عن تقديم البرامج؟
للتركيز على ألبومي الغنائي الذي استغرق انجازه وقتاً طويلاً بالإضافة إلى عجزي عن التوفيق بين الإثنين. اليوم، بعد انتهائي من الألبوم أنا على استعداد لدراسة أي عرض يقدّم إلي لأنني أهوى تقديم البرامج.
ماذا عن ألبومك الجديد؟
يتضمن 8 أغنيات، إحداها من التراث العراقي والبقية من ألحاني. تعاونت فيه مع مواهب شعرية جديدة لم تمنح الفرصة في السابق لتثبت نفسها، أقدمت على هذه الخطوة لأنني لم أجد في بداية مشواري الفني أحداً يقف إلى جانبي ويؤمن لي فرصة الظهور.
هل نفهم من كلامك أنك عاتب على العاملين في هذا المجال؟
أنا عاتب على الفنانين الذين لم يدعموني مع أنهم دعموا طلاباً من «ستار أكاديمي» ينتمون إلى جنسيات مختلفة. في المقابل أوّجه تحية إلى الفنان ماجد المهندس الذي يشجعني كلما التقينا ويغمرني بعاطفته، أنا أكيد أنني لو احتجت إليه سيكون إلى جانبي فوراً.
مع من تعاونت من الموزعين؟
تعاونت مع أشخاص محترفين ومتخصصين من بينهم: ميشال فاضل، د. فتح اللّه أحمد، مارك عبد النور، خالد مصطفى، وموزع أجنبي اسمه سال.
سجلت الألبوم في مصر والإمارات والأردن ولبنان، ومن يستمع إليه يلاحظ النوعية المميزة في الصوت والموسيقى والتوزيع، أما الإنتاج فتوليته بنفسي.
ها أنت قادر على الإنتاج لنفسك مع أنك في بداية طريقك الفني؟
لا أبالغ إن قلت إنني بعت سيارتي لإنهاء الألبوم، ليس لدي مشكلة في التنازل عن الأمور المادية في الحياة في سبيل الفن الذي هو حلمي منذ الطفولة، إيماناً مني بأن الفنان الذي يبخل على أعماله لا ينجح.
نظمت لي شركة «بلاتينوم ريكوردز» مؤتمرا صحافياً في الإمارات لكن لم أكتف بهذا الأمر بل عقدت مؤتمرين آخرين في الأردن ولبنان على حسابي الخاص، أريد أن أدعم ألبومي بكل قدراتي لأصل إلى ما أريد.
ما الرسالة التي يحملها الألبوم؟
الأغنية العراقية غير منتشرة في العالم العربي لأسباب عدّة أولها أن الإيقاعات العراقية غير معروفة مثل الربع والجورجينا والخشابة والهيوى، إضافة إلى صعوبة اللهجة العراقية على أهل بلاد الشام والمغرب العربي، والظروف السياسة السائدة في العراق والتي حدّت من انتشار الأغنية العراقية.
قام الفنان ماجد المهندس بمحاولات ناجحة لإدخال اللهجة العراقية إلى العالم العربي بالشكل الصحيح وهذا أمر صحّي جداً لذلك رغبت في تقديم ألبوم كامل باللهجة البيضاء التي يسهل استيعابها من الناس على اختلاف جنسياتهم العربية.
هل تميل إلى الأغنية الرومنسية أكثر أم الإيقاعية؟
أميل إلى الإثنين، نوعت في ألبومي الجديد بين الرومنسي والإيقاعي والوطني والتكنو والإيقاع المقسوم، كذلك اعتمدت القصيدة في أغنية «أنا العراق»، من كلماتي وألحاني وتوزيع الدكتور فتح الله أحمد وهي قريبة من أغنيات الفنان كاظم الساهر الذي احترم وأقدّر، وحين دخلت الاستوديو لم أستطع تسجيلها أكثر من مرة نظراً إلى صعوبتها، لكني أصرّيت على تقديمها لإثبات نفسي وقدراتي الغنائية وإرضاء لأذواق الناس جميعاً لا سيما الذين يحبون القصيدة.
هل بدأت تلمس أصداء الألبوم؟
(يضحك) اتصلت بشركة «بلاتينوم ريكوردز» بعد يومين على طرح الألبوم وعاتبتها لأنه غير موجود في بعض المكتبات الموسيقية لكني فوجئت حين علمت أن النسخ بيعت بنسبة 80% علماً أنني لم أطرحه بعد في المغرب العربي.
ماذا عن الكليب؟
صورت أغنية «قلبي دايب» باللهجة اللبنانية، من كلمات خالد حجار، ألحاني، توزيع خالد مصطفى، إخراج يوسف بظاظة. أعتبر أن للبنان والشعب اللبناني الفضل الكبير عليّ ومن أبسط الأمور أن أقدّم له أغنية بلهجته الأم. أخذت المشاهد في بيروت على شاطئ عين المريسة وتتمحور الفكرة حول كيفية قضاء وقت فراغي وحبّي للمغامرة.
لماذا ترفض ذكر زميلتك في «ستار أكاديمي» التي كان من المقرر أن تنفذ معها دويتو؟
لأنني لا أحب البلبلة والردود المضادة عبر صفحات المجلات، وهو أمر قد يقوم به فنانون كثر بهدف تحقيق المزيد من الشهرة.
ولماذا لم يبصر الدويتو النور؟
بسبب خلافات إدارية نشبت بيني وبين زميلتي، لذا قررت أن أسجل الأغنية وأطرحها في الأسواق بشكل منفرد لأنها من لحني وإنتاجي. فكرة الدويتو جميلة وما زلت في انتظار الشخص المناسب.
هل تتواصل مع زملائك في ستار اكاديمي؟
نعم، لا سيما أماني السويسي، هشام، ريم غزالي، بشار غزالي واحمد حسين...
هل تتابع البرنامج في دورته الحالية؟
لا.
كيف تمضي وفت فراغك؟
أحب الرياضة ولقاء الأصدقاء والسفر.
عل تعيش حالة حب راهناً؟
نعم.
أمنيتك؟
نجاح ألبومي وأن يكون على قدر التوقعات، أوجه تحية إلى الشعب الكويتي الذي دعمني بشكل كبير، فأنا من مواليد الكويت وعشت هناك لغاية سنة 1990، آمل أن أزور هذا البلد العزيز مجدداً كفنان وكإبن له.